مواهب الأبناء.. كنوز تبحث عن مكتشفين

الإنسان آية من آيات الله تعالى حباه الله قدرات فائقة ومواهب كامنة.. وهذه المواهب قدرات خاصة تختلف من شخصٍ لآخر، وهي لا ترتبط بذكاء الفرد، بل إنَّ بعضها قد يوجد بين ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى هذا قد يكون الموهوب ذا قدرات معرفية قليلة ولكن يملك قدرات أخرى عالية.



والمواهب تتنوع ما بين المواهب الفذة أو النادرة والمواهب الفائضة والمواهب النسبية والمواهب الشاذة.. والأسرة بحكم تكوينها تشتمل على العديد من الأفراد ما بين الأولاد والبنات في مختلف الأعمار، فالأم هي أول مَن يكتشف الموهبة لدى أطفالها فيجب عليها عند اكتشاف المواهبة تشجيعها وتنميتها، وفي هذا سعادة لها وللمجتمع.



ويقول مصطفى محمود (طبيب أطفال وأب لطفلين): يجب على كل أسرة أن تنمي مهارات أبنائها ومواهبهم، فالأسرة التي تُشجِّع الموهبة وتُقدرها وتوفر لها المناخ الملائم هي أسرة واعية تقدم الخيرَ للأمةِ والعكس صحيح، فولدي صالح في المرحلة الثانوية الآن ولديه خبرة كافية في صيانةِ الكمبيوتر وتجميعه، كنا نُشجعه على تنميةِ خبراته وقدراته في الكمبيوتر منذ أبدى رغبته وهو في الصف الأول الإعدادي حتى أصبح الآن يكتسب من هذا العمل، فما المانع أن أُنشئ شابًّا قادرًا على الكسبِ بجانب تعليمه.



وتحكي فاطمة محمد (ربة منزل) عن ابنها عبد الرحمن (10 سنوات) أنه في أول الأمر كان يفكك بعض الأجهزة التي لا تستعمل في المنزل ويجمعها في صور أخرى إلى أن وصل به الأمر أنه صنع غسالة صغيرة ومروحة رغم صغر سنه، فمن هنا بدأتُ أساعده وأشجعه وسأرسله في هذه الإجازة إلى بعضِ المراكز الاستكشافية لأنمي ذلك عنده.



وتضيف نعمات دسوقي (ربة منزل): لا بد أن أستثمر الإجازةَ مع أولادي وأُخرجُ كل ما في طاقتهم وأوظفها، ويجب أن تكون الأسرةُ على علمٍ مسبقٍ بالمواهب والمهارات التي لدى أبنائها فتنميها معهم في وقتِ الفراغ والإجازة؛ وذلك ببعضٍ من الفراسةِ والاكتشاف.




الكمبيوتر من مجالات الإبداع لدى الأطفال


ومع أن سلفنا الصالح لم يكن لهم طريقة مدونة في كشف المواهب، ولكن كان لديهم رصيد من الخبرة ومعرفة معادن الناس، ويمكن أن نطلق عليه الفراسة والتأمل الدقيق.



قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75)﴾ (الحجر) قال ابن عمر: (وُلِد الناسُ أبناءً ووُلِد مروان أبًا)، ويقصد من ذلك حكمة مروان ورجاحة عقله، فقد اعتمد ابن عمر في تعيين الموهبة عن طريق الفراسة وتوسم فيه ذلك.. فأنا بفضل الله علمت ابنتي كيف تنسق الزهور وتضعها في (بوكيهات) وأيضًا كيفية تجميع الورد المجفف حتى أصبحت تنتج وتبيع.



وبهذا علمتها كيف تستفيد من وقت فراغها وكيف تنفع غيرها بالإضافة إلى ابنتي يسرا الصغيرة علمتها كيف تعمل أشكالاً كثيرةً من الإكسسوارات وتهديها لأصحابها في مختلف المناسبات السعيدة.



وتؤكد سمية مصطفى (ربة منزل) أن الأم هي المسئول الأول في اكتشاف المواهب وتنمية المهارات عند أولادها، فالطفل لديه موهبة فطرية (رسم- حفظ- شعر............إلخ) فابنتي الصغيرة- رؤى- استخرجت الموهبة التي داخلها وهي الرسم إلى أن أصبحت ترسم وتقلد الصور الأخرى وإن كانت بنسبة 70% فأنا اعتبره نجاحًا لي؛ لأن سنها ما زال صغيرًا (4 سنوات تقريبًا).



شاب مخترع

أما هيثم محمد دسوقي مخيمر طالب بكلية الهندسة بالأزهر الشريف فيقول: سلكت طريق الاختراع والاكتشاف وكان عمري 11 عامًا؛ ولذلك لُقبت بأصغر مخترع، وهذا فضل من ربي أن حباني بهذه الموهبة.